عاجل
الأحد 27 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ساعة للأرض.. لا تكفي

ساعة للأرض.. لا تكفي

يواجه العالم العديد من التحديات البيئية، وعلى رأسها التغيرات المناخية والبيئية المتسارعة وغير المسبوقة، والتي تنذر بعواقب وخيمة على جميع جوانب الحياة، ومن أهم مظاهر هذه التحديات: ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتغير أنماط الطقس، وذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتدهور النظم البيئية، الاحتباس الحراري، وغيرها من تغيرات متعددة. 



يشهد كوكب الأرض العديد من الأنشطة البشرية التي تلعب دورًا مهمًا في حدوث تلك التغيرات ومنها: انبعاثات الغازات الدفيئة، الناتجة عن حرق الوقود "الفحم، النفط، الغاز"، وإزالة وحرق الغابات، الأنشطة الصناعية والزراعية، بالإضافة إلى تراكم النفايات الصلبة والملوثات في التربة والمحيطات، وغيرها من المظاهر البشرية الخاطئة، التي تمثل إفراط في الطاقة بكافة أشكالها، لذا أصبحت مهمة رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والتصدي لهذه التغيرات ضرورة ملحة. 

أدرك المجتمع الدولي خطورة تلك التغيرات المناخية، الأمر الذي دفع العديد من دول العالم لاتخاذ العديد من الإجراءات، ومناقشة هذه التحديات وإيجاد الحلول المناسبة للحد من تلك المشكلة، على سبيل المثال لا الحصر: "عقد مؤتمرات المناخ، والاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة " الطاقة الشمسية والرياح"، منع إزالة الغابات والاتجاه نحو زيادة المساحات الخضراء"، وغيرها من الحلول التي أصبحت أمر ضروري ومُلح لمواجهة التغيرات المناخية. 

إن التغيرات المناخية والبيئية تشكل تهديدًا وجوديًا على البشرية، وتتطلب تضافر كل الجهود لمواجهتها، من خلال العمل الجماعي وتبني ممارسات مستدامة، من خلالها يمكننا حماية كوكبنا وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لذا يجب نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وتشجيع المشاركة المجتمعية في مكافحة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى الاهتمام بالاستثمار في البحث العلمي والتطوير، من خلال دعم الابتكارات التكنولوجية التي تساعد على تقليل الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ، وغيرها من الإجراءات في مجال البيئة والمناخ. 

تحرص مصر على المشاركة في تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التوعوية بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وذلك من خلال: إطلاق المبادرات التوعوية، وتنظيم المؤتمرات والفعاليات البيئية، بالإضافة إلى إدراج مفاهيم البيئة في المناهج الدراسية، والتوعية بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة وتحقيق التوازن البيئي، بالإضافة إلى تنمية الوعي البيئي بين العاملين في المؤسسات . 

شاركت مصر  الأسبوع الماضي في  الحدث العالمي  "ساعة الأرض"، الذي يتم الاحتفال به في السبت الأخير من شهر مارس من كل عام، من الساعة 8:30 مساءً إلى 9:30 مساءً بالتوقيت المحلي لكل دولة، يتم خلاله إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة، في المعالم البارزة والمؤسسات الحكومية والخاصة والمنازل والمحال التجارية. 

بدأت المبادرة العالمية "ساعة الأرض" في عام ٢٠٠٧م في مدينة سيدني بأستراليا، حيث قام الصندوق العالمي للطبيعة بتنظيم حدث إطفاء الأضواء لمدة ساعة واحدة، وقد لاقت المبادرة استحسان أكثر من ٢.٢ مليون شخص شاركوا فيها، لذا في عام ٢٠٠٨م، تحولت ساعة الأرض من حدث إلى مبادرة عالمية، تفاعل معها العديد من دول العالم، ومنذ ذلك الحين، أصبحت ساعة الأرض حدثًا سنويًا عالميًا، يشارك فيه ملايين الأشخاص في أكثر من ١٩٠ دولة وإقليم. 

ختامًا.. أتمنى ألا يمر هذا الحدث مرور الكرام، دون تحقيق الأهداف المرجوة منه، والتي نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، وعلى رأسها رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والتغيرات المناخية، من خلال تشجيع الأفراد والمؤسسات على اتخاذ إجراءات عملية للحد من الإسراف في استخدام الطاقة مثل: استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، وفصل الأجهزة الكهربية حال عدم استعمالها، استخدام وسائل النقل العام أو الدراجات الهوائية بدلاً من السيارات الخاصة، وذلك من أجل حماية البيئة والمساهمة في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة. 

اخيرًا، علينا أن نعي سلبيات ومساوئ ثقافة تبذير الطاقة والافراط في استخدامها، وأن الاستخدام الأمثل للطاقة وترشيدها هو الحل السليم، وألا نغفل أن المبالغة في استخدامها لها سلبياتها وخطورتها على البيئة والمجتمع.  رغم أن مبادرة ساعة الأرض من المبادرات المهمة، إلا أنني اتمنى أن يتم تنفيذ وتطببق هذه الفكرة كل شهر، لأنني أعتقد أن ساعة واحدة للأرض لا تكفي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز